أشار مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي إلى وجود أضواء غريبة في السماء – صواعق، وتوهج غريب، وومضات غير عادية - قرب وقت وقوع زلزال المغرب يوم الجمعة، والذي أودى بحياة أكثر من 2600 شخص وإصابة آلاف آخرين. ورغم صعوبة التحقق مما يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، يقول العلماء إن الزلازل يمكن أن تنتج ظواهر ضوئية مختلفة في غلافنا الجوي، مما يشير إلى وجود تغيرات كهربائية تحت السطح.

وقال عالم الجيوفيزياء «فريدمان فرويند»: «وقع زلزال المغرب ليلاً. لذا فإن الظروف التي تمكن الناس من رؤية أضواء الزلازل وربما حتى تسجيلها بواسطة الكاميرات ستكون عالية نسبيا». يمكن ربط العديد من الظواهر الضوئية المختلفة بالزلازل. فالبرق أمر شائع، على الرغم من أنه ليس صاعقة معتادة أثناء العواصف الرعدية. ينتقل البرق الذي يصاحب الزلازل من الأرض إلى السحابة، ويتم تنشيطه بواسطة الشحنات الكهربائية المرتبطة بالنشاط الزلزالي داخل الأرض.

كما ترتبط الأضواء الأخرى بشكل واضح بمصادر الإضاءة الاصطناعية، مثل الأعمدة الكهربائية أو المصابيح. لكن «أضواء الزلزال» التي يشير إليها فريدمان تتولد عن حركة الصفائح التكتونية للزلزال.

ويمكن أن تظهر على شكل توهجات ثابتة، أو كرات من الضوء، أو أشرطة أو برق، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية. ويوضح فريدمان أن كوكبنا موصل للكهرباء: فعندما نوصله بجدار، نقوم بتوصيل تلك التيارات الكهربائية بالأرض.

أثناء وقوع الزلزال، تعمل القوى الزلزالية أو التكتونية على تشويه الصخور والمعادن الموجودة في القشرة الأرضية، مما يسمح بتدفق التيارات الكهربائية. تتراكم هذه الشحنات الكهربائية كثيرا على سطح الأرض وتنتج في النهاية تفريغات كهربائية - تجذب الجزيئات موجبة الشحنة الموجودة في الصخور الجزيئات سالبة الشحنة في الغلاف الجوي العلوي للأرض، مما ينتج عنه الضوء العلوي. وقال فريدمان، الذي سبق له أن نشر دراسات حول الزلازل وأضواء الزلازل: «لو حدث ذلك ليلاً، لكان الضوء ساطعا للغاية بحيث يمكنك قراءة الصحيفة».

ويعتمد لون الضوء على نوع الذرة المثارة في الغلاف الجوي. يمكن لجزيئات الأكسجين أن تعطي ضوءا أحمر أو أخضر، لكن الخليط سينتج ضوءا أصفر ساطعا. وبحسب فريدمان، فإنه مع تغير الشحنات الكهربائية على السطح وفي الهواء، يمكن أن يصاب الناس والحيوانات أحيانا بالصداع، وهو ما يفسر بعض سلوكيات الحيوانات الغريبة قبل حدوث الزلزال مباشرة.

ويمكن للناس أيضا رؤية شعرهم واقفا أو الشعور بدغدغة في بشرتهم. وقال فريدمان، الذي عمل في وكالة ناسا لمدة 30 عاما وهو الآن عالم أبحاث بارز في معهد «سيتي»(SETI): «إذا حدثت هذه الأضواء الزلزالية، فهذا مؤشر على أن الضغوط تتراكم، مما قد يؤدي إلى ظاهرة ميكانيكية نطلق عليها اسم الزلزال». (معهد سيتي هو مؤسسة بحثية غير هادفة للربح مهمتها استكشاف وفهم وشرح أصل وطبيعة الحياة في الكون، واستخدام هذه المعرفة لإلهام وتوجيه الأجيال الحالية والمستقبلية، والمشاركة المعرفة مع الجمهور، والصحافة، والحكومة).

لكنه أضاف أن «الاتصال ليس مضمونا تماما». يناقش بعض علماء الجيوفيزياء ما إذا كانت أضواء الزلازل مرتبطة فعليا بالنشاط الزلزالي أم أن لها تفسيرا مختلفا، مثل إثارة نظام كهربائي. وقال عالم الزلازل «جون إيبل» إنه يعتقد أن أضواء الزلازل حقيقية لأنه قرأ تقارير تعود إلى القرن 18 - قبل إنشاء الأنظمة الكهربائية. وأضاف إيبل أن معظم الزلازل لا تكون مصحوبة بأضواء، ولكن قد يكون لذلك عدة تفسيرات. على سبيل المثال، فإن الكثير من الزلازل تحدث خلال النهار، لذلك من المحتمل ألا يرى الناس الأضواء الخافتة. أيضا، تتمركز العديد من الزلازل من أعماق الأرض، ولكن لم يتم الإبلاغ عن أي أضواء مع تلك أيضا. لكن دراسة توقيت حدوث أضواء الزلزال فيما يتعلق بالاهتزاز يمكن أن تساعد الباحثين على توقع هذه الأحداث القاتلة بشكل أفضل. يتم تقديم معظم التقارير في وقت وقوع الزلزال، حيث يستيقظ الناس ويرون وميضا أثناء اهتزاز الأرض.

إذا كانت هناك وثائق تشير إلى حدوث أضواء الزلزال قبل الحدث، فيمكن للباحثين إعداد أجهزة بالقرب من خطوط الصدع الرئيسية للبحث عنها كعلامة تحذير. يقول «إيبل»: «ليس لدينا طريقة مباشرة لقياس النبضات داخل الأرض. إذا تمكنا من العثور على بعض الظواهر التي تعطينا معلومات حول الضغط المتراكم في الأرض قبل وقوع الزلزال، فقد يساعدنا ذلك في التنبؤ بالزلازل».

كاشا باتيل*

تكتب عمود «الكوكب المخفي» المتخصص بموضوعات علمية تتعلق بالأرض.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»